ما تزال ردود الأفعال الغاضبة تتوالى بسبب رسومات كاريكاتير عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، خاصة في صفوف قيادات وكوادر حركة فتح، التي رأت فيها إساءة بالغة بعرفات ورمزيته الفلسطينية.
ورغم سحب تلك الرسومات ووقف المعرض الذي كان مقاما في المتحف التابع لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات في رام الله، إلا أن القضية ما تزال ساخنة، وتسعى جهات فتحاوية داخلية لاستغلالها لتصيفة حسابات بين بعضها البعض.
فقد غادر الطلبة في الضفة مدارسهم وتوقفت العملية التعليمية بشكل كامل تلبية لدعوة اتحاد المعلمين الذي اعلن عن تعليق الدوام بعد الحصة الرابعة اليوم رداً على الرسومات الكاريكاتيرية المتعلقة بالشهيد ياسر عرفات.
الاتحاد هو جزء من المعادلة الداخلية في حركة فتح، إذ أن عضو اللجنة المركزية للحركة توفيق الطيراوي يشرف عليه ويوجهه بصفته مفوض المنظمات الشعبية في الحركة.
فقد اعتبر الاتحاد أن "ما أقدمت عليه مؤسسة ياسر عرفات من معرض للصور يسيء إلى رمزية الشعب الفلسطيني والمتمثلة في الشهيد الزعيم ياسر عرفات، يوجب علينا الوقوف ورفع الصوت عاليا تجاه زعيمنا أبو عمار". مطالبا "بإقالة المسؤولين عن هذا الحدث من إدراة المؤسسة ومن قام بتنسيق هذا المعرض المسيء".
غير أن الناطق باسم حركة فتح، حسين حمايل، حاول التخفيف من حدة الخلاف، بادعاءه أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على تفاصيل قضية الرسوم الكاريكاتير المسيئة لعرفات.
لكن حمايل في تصريحات إذاعية، اليوم الثلاثاء، رأى أن المطالبات بإقالة رئيس الحكومة وهو عضو مركزية فتح محمد اشتية كانت من نشطاء غاضبين على مواقع التواصل الاجتماعي، مردفاً: "لا نريد أن تخرج القضية عن السياق الذي جرت فيه واعتقد أن رئيس الوزراء سيكون من متابعي القضية ولا يوجد لدينا أي شك في أن أي مسؤول لن يقبل الإساءة للرموز".
واستطرد الناطق باسم فتح: "ليس لدينا شك في مسألة عدم قبول أي قائد أو مسؤول الإساءة لياسر عرفات، من رسم الصور له وجهة نظر فيها، ولكنها مرفوضة بالنسبة لنا"، مشدداً على أن هذه القضية لن تمر مرور الكرام بالنسبة لحركة فتح.
وأكد حمايل على أن "القيادة الفلسطينية" لن تسمح بأن تخرج الأمور عن السياق المطلوب أو أن يحاول البعض أن يأخذ الحق بيده، متابعاً: "هناك نظام وقانون سيحاسب المسؤول عن هذه الرسوم، ونحن في فتح لن نسمح بأخذ القانون باليد".
وكان القيادي في حركة فتح قدورة فارس، الذي يشغل منصب رئيس نادي الأسير الفلسطيني، لم يكتف بانتقاد المعرض، بل رأى في "الرسومات الكاريكاتورية عملا خبيثا ومقصودا، وليس بريئا على الإطلاق".
وأضاف "هناك عملية تخديش وتبهيت لصورة الرمز والقائد أبو عمار في وعي ووجدان الأجيال الصاعدة".
وتابع "أرى أولا أن يتم وقف المعرض وإتلاف الرسومات، وثانيا تشكيل لجنة تحقيق حركية ومعاقبة المسؤولين عن هذا العمل المشبوه والتشهير بهم".