سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على المبدأ الذي وصف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المستقيل نفتالي بينيت به الحرب الجارية مع إيران، حين قال إننا نتبنى "مبدأ الأخطبوط".
ولفت في مقابلة سابقة إلى أن مبدأ الأخطبوط يقوم على أن "اللعب ليس مع أذرع ووكلاء إيران، بل إنه خلق معادلة جديدة تركز على التعامل مع الرأس".
وقالت "بي بي سي": "لسنوات انخرط كلا الجانبين في عمليات سرية ضد بعضهما البعض. وتعتبر "إسرائيل" إيران التي تدعو إلى القضاء عليها أكبر تهديد لها. وترى إيران في إسرائيل عدوا يقف إلى جانب الولايات المتحدة سداً منيعاً ضد نموها كقوة إقليمية".
واتخذت المواجهة التي كانت تدور بعيداً عن الأضواء منعطفا دراماتيكيا بشكل خاص في عام 2020 عندما ألقى قادة إيران باللوم على إسرائيل في مقتل عالمها النووي الكبير محسن فخري زاده، الذي قُتل بالرصاص أثناء قيادته سيارة على طريق خارج طهران، ويقال إنه تم استخدام مدفع رشاش يتم التحكم به عن بعد.
لم تؤكد "إسرائيل" ولم تنف ضلوعها في مقتل فخري زاده، وهو خامس عالم نووي إيراني يتم اغتياله منذ عام 2007. إلا أن صحيفة نيويورك تايمز، نشرت تقريراً مفصلاً يصف كيف نفذت إسرائيل ذلك.
ويبدو الآن أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران قد خرجت من الظل إلى درجة أن باتت موضوع مسلسل درامي من إنتاج هوليوود لصالح تلفزيون آبل يحمل اسم "طهران" حيث يتسلل عميل للموساد إلى أعلى المستويات في جهاز الأمن التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقال ريتشارد غولدبيرغ، الذي شغل منصب مدير مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لمكافحة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية في عهد دونالد ترامب، إن محسن فخري زاده لم يكن ليقتل دون خرق أمني هائل داخل إيران.
وأضاف: "من البديهي أن يفترض المرء أنه من أجل التمكن من الدخول إلى منشأة نووية شديدة الحراسة أو الوصول إلى الموظفين الرئيسيين فلا بد أن يكون هناك متواطئون من داخل النظام".
وفي خطوة غير مسبوقة، حذرت "إسرائيل" مؤخرا مواطنيها في إسطنبول وطلبت منهم مغادرة المدينة، كما أنها طلبت من مواطنيها الآخرين عدم السفر إلى تركيا قائلة إنهم يواجهون "خطرا حقيقيا ووشيكا" من عملاء إيرانيين يتطلعون إلى إيذاء الإسرائيليين.
وقال محمد مراندي، الأستاذ بجامعة طهران والمستشار الإعلامي لفريق التفاوض النووي الإيراني في محادثات فيينا، إن "قتل المدنيين الأبرياء وبحماية سياسية غربية ليس بالأمر الجديد على النظام الإسرائيلي، لكن الإسرائيليين يبالغون في قدراتهم لأغراض سياسية من خلال التظاهر بأن الحوادث والوفيات العادية هي من صنعهم"، وأضاف: "إيران سترد بالتأكيد، لكن إيران صبورة".
وقال ريتش غولدبيرغ، كبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، إن الحملة السرية الإسرائيلية قد يكون لها حدود.
"إن العالم ينتظر لحظة كبيرة حين نستيقظ ونسمع عن غارات جوية إسرائيلية، لكن يبدو أن الإسرائيليين يقومون بهدوء بتطبيع حرب الظل التي يمكن أن تتصاعد بسهولة لتصل إلى هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية دون أن يسارع العالم ويقول: هناك ضربة عسكرية علينا أن نوقفها".